يعد تعلم أساسيات الاستثمار أمرًا بالغ الأهمية إذا كنت تريد أن تبدأ الاستثمار في الأسواق المالية. هناك الكثير من الأمور التي يجب عليك إدراكها قبل بدء رحلتك الاستثمارية لتصبح مستثمرًا ناجحًا. تعرف معنا على قواعد الاستثمار الأساسية لتجنب أخطاء الاستثمار للمبتدئين.
قد يبدو الاستثمار في الأسواق المالية أمرًا شاقًا ومعقدًا للكثيرين، ولكن الطريقة الصحيحة تكون بطرح الأسئلة الصحيحة – “لماذا وماذا وكيف” – هذا يمكن أن يساعدك في إنشاء استراتيجية ناجحة مصممة خصيصًا لأهدافك. لتبسيط هذه العملية ومساعدتك على بدء رحلتك في الاستثمار، نقدم لك 5 قواعد ذهبية للاستثمار، مصممة لتوجيه المستثمرين المبتدئين خلال المراحل المبكرة لاتخاذ قرارات سليمة وتجنب الأخطاء الشائعة، وتحقيق النجاح في نهاية المطاف.
“القاعدة الأولى للاستثمار هي عدم خسارة المال. والقاعدة الثانية في الاستثمار هي عدم نسيان القاعدة الأولى”
وارن بافيت.
القاعدة 1: تعرف على أهدافك واستثماراتك
يعد فهم السبب وراء الاستثمار أمرًا بالغ الأهمية لتحديد أهدافك المالية. السبب الرئيسي للاستثمار هو تحقيق معدل عائد يتجاوز التضخم ويحافظ على قدرتك الشرائية، ويزيد من ثروتك الصافية. من المهم أيضًا تحديد الإطار الزمني للاستثمار، حيث قد تتطلب الأهداف قصيرة الأجل وطويلة الأجل استراتيجيات مختلفة.
تحديد الأصول – في ماذا أستثمر – له نفس القدر من الأهمية. توفر أدوات الاستثمار المختلفة مستويات متفاوتة من المخاطر والعوائد. فقد تقدم الأصول عالية المخاطر، مثل الأسهم والعملات الرقمية، عوائد محتملة أكبر ولكنها تتضمن أيضًا مخاطر أعلى. من ناحية أخرى، توفر الاستثمارات منخفضة المخاطر، مثل السندات وشهادات الإيداع وحسابات السوق النقدية، مزيدًا من الاستقرار، ولكنها عادةً ما توفر عوائد أقل.
على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو الحصول على دخل دوري، فقد ترغب في إعطاء الأولوية للاستثمارات التي تدفع عوائد دورية، وتكون منخفضة المخاطر بحيث توفر الاستقرار وتحمي رأس مالك. على العكس من ذلك، إذا كنت تهدف لتحقيق عوائد أعلى على المدى الطويل، فقد تستثمر في الأصول عالية المخاطر على غرار الأسهم.
من خلال تكوين فهم واضح لأهدافك الاستثمارية ونوع الأصول التي تتوافق مع أهدافك ومدى تحملك للمخاطر، ستكون أكثر استعدادًا لاتخاذ القرارات وتطوير استراتيجية استثمار ناجحة.
نصيحة: قبل الدخول في أي صفقات في السوق، يتوجب على المستثمر تحديد ما يريد تحقيقه من خلال الاستثمار، ومدى تحمله للمخاطرة.
القاعدة 2: وضع خطة
القاعدة الذهبية الثانية للاستثمار هي التخطيط، وجود خطة يساعد المستثمرين على البقاء على المسار الصحيح وتجنب القرارات المتهورة بناءً على تقلبات السوق على المدى القصير. تتمثل الخطوة الأولى في التخطيط في تطوير استراتيجية استثمار تتوافق مع أهدافك ومدى تحملك للمخاطر. يمكن أن يشمل ذلك تحديد كيفية توزيع الأصول، واختيار نوعية الاستثمارات، والجدول الزمني للاستثمار وكيفية تنفيذه.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يكون لديك فهم عميق للأصول التي تستثمر فيها. وهذا يشمل البحث في أساسيات الشركات والصناعات والعوامل الاقتصادية التي يمكن أن تؤثر على قيمة استثماراتك.
من خلال تخصيص الوقت الكافي للتخطيط وتطوير استراتيجية استثمار سليمة، يمكن للمستثمرين اتخاذ قرارات حكيمة والتركيز على أهدافهم طويلة الأجل. يمكن أن يؤدي هذا في النهاية إلى نتائج استثمار أفضل وزيادة الثروة بمرور الوقت.
نصيحة: يعد الحساب التجريبي طريقة مثالية للتدرب على الاستثمار في بيئة خالية من المخاطر. تسمح لك الحسابات التجريبية باختبار استراتيجياتك باستخدام أموال افتراضية.
القاعدة 3: التنويع
القاعدة الذهبية الثالثة للاستثمار هي تنويع المحفظة. وهذا يعني توزيع استثماراتك عبر فئات أصول مختلفة وغير مترابطة فيما بينها، مثل الأسهم والسندات والسلع والعقارات، بالإضافة إلى التنويع من خلال القطاعات والمناطق الجغرافية وأنماط الاستثمار. فمن خلال تنويع محفظتك، يمكنك تقليل المخاطر وتقلبات محفظتك.
يعد تخصيص الأصول عنصرًا رئيسيًا في عملية التنويع، حيث يتضمن اختيار مزيج من الاستثمارات التي تتوافق مع أهدافك ومستوى تحملك للمخاطر. يمكن أن تساعد المحفظة المتنوعة بشكل جيد المستثمرين على تحقيق عوائد أفضل مع مراعاة المخاطر على المدى الطويل، مقارنة بالمحفظة المركزة على أصل أو قطاع واحد.
ومع ذلك، فإن التنويع لا يضمن الربح ولا يحمي من الخسائر بشكل كلي؛ إذ لا يزال يتعين على المستثمرين مراقبة محافظهم الاستثمارية وإجراء التعديلات حسب الحاجة لضمان بقائهم متماشين مع أهدافهم وتحملهم للمخاطر. باتباع هذه القاعدة الذهبية الثالثة، يمكن للمستثمرين إدارة المخاطر بشكل أفضل وزيادة احتمالية تحقيق أهدافهم الاستثمارية طويلة الأجل.
نصيحة: ابحث عن أنواع مختلفة من الأصول والأسواق، واستثمر فقط في الأدوات التي تفهمها والتي تناسب أهدافك الاستثمارية ومدى تحملك المخاطر.
القاعدة 4: الاستعداد
يعد التحضير والاستعداد أمرًا أساسيًا عندما يتعلق الأمر بالاستثمار الناجح، وهذا يشمل كلاً من إدارة المخاطر وإدراك تأثير العواطف على قراراتك. يمكن أن يؤدي الاستثمار العاطفي إلى خيارات خاطئة وبعيدة عن استراتيجيتك، مما ينتج عنه غالبًا خسائر مالية. لمواجهة هذا، مارس الوعي الذاتي، وطور خطة مدروسة جيدًا، وحافظ على نهج منضبط للمساعدة في إبقاء مشاعرك تحت السيطرة.
يمكن أن تؤثر الأحداث غير المتوقعة التي تؤدي لحدوث تقلبات حادة للأسواق مثل الأزمات السياسية والمناخية أو تغير اتجاهات الصناعات، بشكل كبير على استثماراتك. للتخفيف من تأثيرها، قم بتنويع محفظتك عبر فئات الأصول المختلفة والقطاعات. هذا يقلل من احتمالية تكبد الخسائر بسبب حدث واحد ويوفر وسيلة أمان لاستثماراتك.
نصيحة: يعد الحفاظ على الهدوء أمرًا مهمًا خلال الاستثمار، لذلك لا ينصح باستثمار سوى رأس المال الذي يمكنك تحمل خسارته.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعدك البقاء على اطلاع بأخبار السوق وأحداث الأجندة الاقتصادية ومراجعة استراتيجيتك الاستثمارية بانتظام في إجراء التعديلات اللازمة والبقاء قابلاً للتكيف في المشهد المالي المتغير باستمرار. من خلال الاستعداد للمخاطر المحتملة وفهم تأثير العواطف على قراراتك الاستثمارية، يمكنك زيادة فرصك في النجاح على المدى الطويل والتكيف بشكل أفضل مع تقلبات السوق.
القاعدة 5: لا تتوقف عن التعلم
التعلم المستمر ضروري للنجاح في الاستثمار؛ فعالم الاستثمار يتطور باستمرار. اكتساب الثقة من خلال المعرفة والخبرة سيغير طريقة نظرك للأسواق، ما سيسمح لك باتخاذ قرارات أفضل. للتأكد من بقائك على المسار الصحيح، راجع أدائك على فترات منتظمة، وقم بتحليل نجاحاتك وأوجه قصورك.
عندما تكتسب مهارات جديدة، قم بإعادة النظر في استراتيجيتك وتحديثها بشكل متكرر للتكيف مع تغيرات السوق بما يتوافق مع أهدافك المالية. من خلال الالتزام بالتعلم المستمر، ستصبح مستثمرًا أكثر كفاءة، ما سيزيد في النهاية من فرص نجاحك.
نصيحة: توفر المنصة الكثير من الميزات التي تساعدك على تعلم الاستثمار، على غرار التداول الاجتماعي ومشاهدة صفقات أفضل المتداولين، بالإضافة للأبحاث وأكاديمية للتعلم.
خاتمة
إن اتباع القواعد الخمس الذهبية للاستثمار التي ذكرناها في المقال، سيساعدك على تحسين عملية استثمارك ومواجهة تقلبات الأسواق. هذه القواعد ستساعدك على تطوير خطة تناسب وضعك الشخصي وأهدافك من الاستثمار وقدرتك على تحمل المخاطر.
من خلال فهم أهدافك، وتنويع استثماراتك، والاستعداد للمخاطر، والالتزام بالتعلم المستمر، ستعزز قدرتك على اتخاذ قرارات حكيمة وتحقيق نجاح طويل الأجل في عالم الاستثمار.
تعلم المزيد حول قواعد الاستثمار على أكاديمية eToro
اختبار
الأسئلة الشائعة:
- ما هي أهم قاعدة للاستثمار؟
-
لا توجد قاعدة واحدة فقط هامة للاستثمار، هناك بضع قواعد هامة يجب الامتثال لها (ذكرنا أهمها في المقال)، وهي تهدف إلى إبقاء المستثمرين في السوق وعدم خسارة أموالهم مع تعظيم عوائدهم وتجنب أخطاء المستثمرين المبتدئين. بدل البحث عن قاعدة واحدة ينصح باتباع القواعد الذهبية التي ذكرناها، كما لا تنس أيضًا تحديد أهدافك ومدة استثماراتك وحجم المخاطر التي تتحملها قبل بدء أي استثمار.
- متى يجب إعادة موازنة محفظتي؟
-
يتم إعادة موازنة المحفظة من خلال تعديل توزيع الأصول عن طريق إغلاق بعض المراكز وفتح أخرى جديدة حسب أهداف المستثمر ونسبة المخاطرة التي تناسبه. يمكن القيام بذلك في أي وقت، حسب استراتيجية كل مستثمر، وقد يكون ذلك بشكل دوري أو حسب تغيرات أسعار الأصول الموجودة في المحفظة.
- كيف يمكنني قياس حجم المخاطر في محفظتي؟
-
يمكن أن يكون قياس مخاطر المحفظة عملية تتضمن بعض الإحصائيات المعقدة. يتم قياس مخاطر المحفظة عادة من خلال حساب مدى تقلبها من خلال الانحراف المعياري. إذا كانت نسبة تقلب محفظتك تجعلك غير مرتاح، فيجب أن تفكر في إعادة موازنة محفظتك عن طريق إضافة أصول ذات مخاطر منخفضة.
هذه المعلومات هي لأغراض تعليمية فقط ولا يجب أن تُؤخذ على أنها نصيحة استثمارية أو توصية شخصية أو عرض أو طلب شراء أو بيع أي أدوات مالية.
تم إعداد هذه المواد من دون الأخذ في الاعتبار أي أهداف استثمارية أو وضع مالي معين ولم يتم إعدادها وفقًا للمتطلبات القانونية والتنظيمية لتشجيع البحوث المستقلة. لا تقدم eToro جميع الأدوات والخدمات المالية المشار إليها وأي إشارات إلى الأداء السابق لأداة مالية أو مؤشر أو منتج استثماري آخر، لا ينبغي اعتبارها مؤشرًا موثوقًا على النتائج المستقبلية.
لا تقدم eToro أي تعهدات ولا تتحمل أي مسؤولية فيما يتعلق بدقة أو اكتمال محتوى هذا الدليل. تأكد من فهمك للمخاطر التي ينطوي عليها التداول قبل المخاطرة بأي رأس مال. لا تخاطر أبداً بأموال لا تستطيع تحمل خسارتها.